الولايات المتحدة تدرج جماعة إسرائيلية متطرفة على قائمة عقوباتها
لتدميرها المساعدات الإنسانية المخصصة للفلسطينيين
أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة إسرائيلية متطرفة عنيفة تدعى "تساف 9" على قائمة عقوباتها لقيامها بمنع ومضايقة وإتلاف قوافل المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان له إن أعضاء جماعة "تساف 9" عملوا على مدار أشهر، مرارًا وتكرارًا على عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك عن طريق إغلاق الطرق، وأحيانًا بعنف، على طول طريقها من الأردن إلى غزة، بما في ذلك في الضفة الغربية إلى جانب إتلاف شاحنات المساعدات وإلقاء المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على الطريق.
ونوه البيان إلى أنه في 13 مايو الماضي نهب أعضاء جماعة "تساف 9" شاحنتين بالقرب من الخليل في الضفة الغربية تحملان مساعدات إنسانية مخصصة للرجال والنساء والأطفال في غزة ثم أشعلوا النار فيها.. وأكد أن الولايات المتحدة تعتبر توفير المساعدة الإنسانية أمرا حيويا لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتخفيف خطر المجاعة بها.
وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ضمان سلامة وأمن القوافل الإنسانية التي تمر عبر إسرائيل والضفة الغربية في طريقها إلى غزة وأكد أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أعمال التخريب والعنف التي تستهدف هذه المساعدات الإنسانية الأساسية.. وتعهد بأن تواصل الإدارة الأمريكية استخدام جميع الأدوات المتاحة لديها لتعزيز مساءلة أولئك الذين يحاولون أو يرتكبون مثل هذه الأعمال الشنيعة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في ختام البيان: "نتوقع ونحث السلطات الإسرائيلية على أن تفعل الشيء نفسه".
ما حركة "تساف-9"؟
منذ يناير 2024، تمركز متظاهرو "تساف-9" على طول حدود غزة لمنع شاحنات المساعدات من دخول القطاع، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
وحركة "تساف-9" مستوحاة من "تساف-8"، وهو أمر أصدره الجيش الإسرائيلي لتعبئة جنود الاحتياط أثناء حالات الطوارئ، مثلما حدث بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وفقا لصحيفة "جيورزاليم بوست".
وبدأت "تساف-9" عملها عندما تم نشر نداء على فيسبوك من قبل مواطنين إسرائيليين غاضبين من شحن المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث لا يزال الرهائن الإسرائيليون محتجزين لدى حماس.
وكشفت العضوة بـ"تساف-9"، راشيل تويتو، لموقع "أول إسرائيل نيوز"، عن الهدف وراء إنشاء المجموعة، قائلة إن توحيد المجموعات من اليمين السياسي واليسار في إسرائيل، الدينية والعلمانية على حد سواء، تمثل في حركة شعبية تسمى "تساف-9"، أو ("الأمر 9" بالعبرية)، والتي يتعرض أعضاؤها لخطر الاعتقال بسبب عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتشرح تويتو عن سبب احتجاج الإسرائيليين على المساعدات الإنسانية لغزة، قائلة إن المجموعة تعتقد أن ما لا يقل عن 70% من المساعدات الإنسانية إلى غزة يتم تحويلها إلى حماس، التي كانت تسيطر على القطاع قبل الحرب.
وذكرت صحيفة "تايمز أو إسرائيل" أن العديد من عائلات الرهائن الذين يدعمون ويحضرون احتجاجات "تساف-9" ينتمون إلى مجموعة من عائلات الرهائن متأثرة باليمين المتطرف تسمى منتدى تكفا.
وأوضحت أنه تم تأسيس منتدى تكفا على يد تسيفكا مور، الذي يُحتجز ابنه إيتان كرهينة في غزة. وخلافا لمعظم عائلات الرهائن، يعارض منتدى تكفا المفاوضات وصفقات الرهائن مع حماس. وفي الواقع، فإنهم يعارضون الصفقات التي قد تؤدي إلى إطلاق سراح أحبائهم، أو كما قال مور: "الأمر لا يتعلق فقط بمعاناتي الشخصية كأب لإيتان، بل يتعلق بالأمة ككل".
وتصدرت تكتيكات "تساف-9" التخريبية عناوين الأخبار الإسرائيلية، وعلى الأخص خلال معسكر دام 3 أيام عند معبر كرم أبو سالم الحدودي، في وقت سابق من العام الجاري، وفقا لـ"جيروزاليم بوست".
وفي فبراير، ألقي القبض على 30 متظاهرًا بتهمة التسبب في أعمال شغب وإهانة قوات الشرطة بالقرب من المعبر نفسه، حيث كان من المتوقع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.
وذكرت أنه رغم ردود الفعل العنيفة من العديد من المواطنين الإسرائيليين الذين يدينون الجماعة لتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، لا تزال "تساف-9" تتلقى الدعم من الجماعات اليمينية المتطرفة الأخرى والناشطين في إسرائيل، بمن في ذلك عائلات الإسرائيليين الذين قُتلوا أو اختطفوا على يد مسلحي حماس.
ومع استمرار الحرب في غزة، أصدرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تحذيرات شديدة من مجاعة وشيكة، وخاصة في المناطق الشمالية، بسبب عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها.